-->

القائمة الرئيسية

الصفحات

البشر ضد الروبوتات؟؟؟ الخطرالذي يهدد البشر

www.yourwebsitecom.blogspot.com


 عشرات الأعمال والمهام يمكن للروبوتات القيام بها اليوم. فلطالما أعجب البشر بما تفعله تلك الآلات في السنوات الأخيرة، لكنها اليوم ومن أوسع الأبواب بدأت تدخل لأسواق العمل. تقدم الطعام في بعض المطاعم وتنفذ مهام معقدة في المعامل، ناهيك عن كونها سلاحا حربيا يزداد فتكا يوما بعد يوم، مرحبا بكم في عالم الروبوت.

 عملاق التجارة الإلكترونية وواحد من أقوى المشاريع والشركات في الكوكب. أمازون أكبر متاجر التجزئة القائمة على الإنترنت في العالم، والتي يمكن القول أنها باتت منتشرة في كل أصقاع الكوكب. توظف الشركة الأمريكية العملاقة مليون وأربعمائة وثمانية وستين ألف موظف، لكن ذلك الرقم ومنذ بداية العام ألفين وواحد وعشرين بدأ يتناقص. السبب الأول كما قالت الشركة أن العالم والاقتصاد العالمي قد تضرر للغاية من جائحة فيروس كورونا، وأنها كانت من بين المتضررين.


صدقت أمازون في البداية لكنها غيرت كل خططها لاحقا. انتهت جائحة كورونا تقريبا وعاد العالم لوضعه الطبيعي. لكن أمازون استمرت بعمليات التسريح في مختلف أنحاء العالم. تزامن ذلك مع تنحي جيف بيزوس عن منصبه كرئيس تنفيذي للشركة ليحل بدلا عنه آندي جاس، والذي كما اتضحت الصورة بعد ذلك أنه جاء لينفذ الخطة المطلوبة. أمازون كانت تسرح الموظفين فعلا، لكنها وبشكل مباشر كانت تزيل اليد البشرية لتضع مكانها يدا آلية تقوم بذات المهمة، فلا تزال حتى اليوم تقوم بتسريح عشرات الآلاف من الموظفين والتي كانت آخرها أربعين ألف موظف. في قصة شهرية، يقول الصحفي دومنيك كروش في صحيفة الجارديان البريطانية أن أمازون تدخل عصر الروبوتات رسميا، ويؤكد في قصته أن مستودع للشركة في ولاية بوسطن الأمريكية تبلغ مساحته أكثر من خمسة وثلاثين ألف كيلومتر مربع، بات يدار اليوم من قبل أذرع آلية صفراء تتكفل في فرز الطرود وإرسالها للشحن. يقول دومينيك في بداية قصته توقع الناس أن الروبوتات ستدمر سوق العمل، لكن أمازون اليوم تعتقد أن الاستثمار في الروبوتات يمكن أن يخلق فرص عمل. تناقض الجملتين التي ذكرها دوميني، تطرح العديد من التساؤلات. كيف يمكن لآلة باتت تعمل بدلا من البشر أن تخلق لهم فرصا للعمل. لذلك دعونا نجيب عن السؤال الأهم في البداية هل يمكن للآلات أو الروبوتات أن تحل مكان البشر؟ بداية دعونا نتفق أن جميع الآلات تعمل من خلال حواسيب صغيرة بداخلها تلك الحواسيب تمكنها من فعل العديد من المهام مثل الحركة وقيادة السيارة أو حتى نقل البضائع أو تركيب قطاع ما.


ولك أن تعلم أن ذلك التطور ليس بالجديد، ففي العام ألف وتسعمئة وسبعة وتسعين هزم للمرة الأولى بطل العالم في الشطرنج غاري كاسباروف على يد حاسوب آلي صمم للعب الشطرنج، وحينها كانت الصدمة للعالم وللبشرية جمعاء في هزيمة واحدة لواحد وصف على أنه من أذكى العقول البشرية في العالم. لم يعد الذكاء حكرا على البشر، بل أعلن رسميا صعود ذكاء الروبوتات الذي من الممكن أن يتفوق على ذكاء البشر. لكن في ذات العام، لم تمتلك الروبوتات القوة على تنفيذ مهمات الإنسان، وهو ذات الأمر الذي طوره الإنسان بيديه ووصل إليه اليوم. فكما ذكرنا في بداية التقرير أمازون استبدلت عمالا بـ روبوتات آلية. تلك الروبوتات قادرة على حمل أوزان ثقيلة من البضائع دون أن تشعر بأي تعب بالمفاصل أو أسفل الظهر، وفي ذات الوقت هي لا تخطئ في المكان الذي يجب أن تضع فيه تلك البضائع. ويضاف لذلك أنها تنفذ المهام بسهولة وبصمت. في الحقيقة باتت الروبوتات اليوم قادرة على تنفيذ معظم أو حتى كل المهام التي يمكن للإنسان أن يفعلها. لذلك هي تشكل خطرا على بعض الأعمال البشرية. فعلى الرغم من كونها مكلفة ماليا في البداية، لكنها بعد ذلك لا تحتاج أكثر من مقبس للكهرباء لتزويدها بالطاقة، ما يعني أن تكلفتها التشغيلية أقل ثمنا من توظيف عامل بشري في بعض الأعمال.


مع ذلك، لا تزال كثير من الآلات تعتمد على البشر في تلقي الأوامر وبذلك يكون مشغلين لها لكن وعلى ما يبدو أن البشر يريدون حقا أن يتم استبدالهم. ففي السنوات الأخيرة، يعمل المطورون على تطوير روبوتات قادرة على بناء ذكائها بنفسها، بالإضافة لمحاولة إضافة المشاعر والأحاسيس لها لتكون بديلا حقيقيا عن الإنسان. تلك التطورات تعني أن الروبوتات لن يقتصر عملها ووجودها في سوق العمل فقط، فقد تعود بنا لمسلسلات وأفلام الخيال العلمي التي عرض في بعضها بناء علاقة حب بين بشري وآلية، وهو ما يشكل خطرا أكبر على البشرية. والسبب أن الحواسيب فعليا والتي تعتمد عليها الروبوتات والآليات هي أذكى من البشر بمراحل، لذلك قد تكون قادرة على فهم أحاسيس بعض البشر وإجبارهم على التعلق بهم بطرق لم تعرفها من قبل. بعد كل ما رويناه، بات من الواضح أن يمكن للروبوتات أن تحل محل البشر، لكن ليس في المهام الحساسة مثل الطب البشري والعلاقة الجنسية، لذلك ستبقى أقل من البشر في بعض القدرات. وهنا دعونا نتوقف قليلا، ونستذكر ما قاله الصحافي دومينيك بأن تلك الروبوتات ستخلق فرص عمل للبشر، فكيف ذلك؟ أمازون التي تعتبر من أكبر الشركات التي تنفذ عملية الاستبدال بين البشر والآلات تقول أنها تقوم بتلك الخطة لتخفيف الأعمال المجهدة عن البشر لتصبح الروبوتات هي من تقوم بتلك الأعمال، أما البشر سينفذون المهام المكتبية و الروتينية اليومية.


لكن في الحقيقة رواية أمازون ليست الرواية الصحيحة، ففي النهاية هي عملية استبدال واضحة. لكن هناك مجال واحد يمكن أن يخلق آلاف فرص العمل للبشر. في حال زاد انتشار الروبوتات، ذلك المجال هو مجال البرمجة. ففي عام ألفين وتسعة عشر، وصل متوسط راتب مبرمجي الكومبيوتر في أمريكا إلى أكثر من ستة وثمانين ألف دولار سنويا. ثلاثة أعوام فقط، وبات المبرمج في واشنطن العاصمة يحصل سنويا على أكثر من مئة وأربعة وستين ألف دولار، وهو راتب من المتوقع أن يتضاعف في السنوات القادمة عدة مرات. والسبب أن الروبوتات والآلات التي التي تدخل سوق العمل تمر على المبرمجين قبل دخولها، وفي بعض الأحيان حتى قبل تصنيعها. ولهذا نجد دولا عدة في العالم باتت تهتم في مجال البرمجة بشكل خاص. مثل تركيا والسعودية والإمارات العربية المتحدة.


 إذن تؤمن الكثير من دول العالم أننا نعيش اليوم في عصر البرمجة والتطور الرقمي، وأن كل من أمريكا والصين هي من تسيطر على ذلك المجال، وإن لم تتقدم دول جديدة فيه ستبقى السيطرة تحت أيديهم كما حدث في مجال الاتصال للفئة جي والسي كي جي. يعيش العالم اليوم فعليا ثورات لم يشهدها من قبل ولم يفكر حتى بالتصدي لها لأنها تحولت من مجرد علم وتطور للدول إلى صراع محتدم على من يصل أولا.لكنها في النهاية تحمل الكثير من المعاناة لملايين البشر، ويبدو أنها ستصبح واقعا خلال مدة قريبة. وأخيرا هل أنت مع أن يتعايش البشر مع الروبوتات أم لا؟


تعليقات