-->

القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف يفكر إيلون ماسك؟ وكيف ينظر إلى العالم العربي !

https://yourwebsitecom.blogspot.com


هل تذكرون الرجل الذي في مراهقته تقدم لمسابقة لدخول معهد الفنون كرسام وتم رفضه فقرر الانتقام من العالم أجمع وتسبب بالحرب العالمية الثانية حتى وإن لم ينساه أحد، فعلى ما يبدو لم يتعلم أحد من الدرس والتوقف عن التنمر على الأطفال، فربما يكبر هؤلاء ويمتلكون القوة ويسعون للانتقام. إيلون ماسك الجنوب أفريقي ذو الأصول البريطانية الهولندية الكندية وحامل الجنسية الأمريكية حاليا.

     في سبعينيات القرن الماضي. وأثناء طفولته قيل لوالدته أن ابنك تم تشخيصه بمتلازمة أسبرجر وهي إحدى اضطرابات مرض التوحد. معها عانى الطفل توماس من حملات تنمر شديدة من زملائه في المدرسة أجبرته على الانطواء على نفسه والعيش في عالم من الخيال. ولم يكن أحد يعلم في حينها أن هذا الطفل سيكبر، وربما سيمتلك القدرة والقوة على تحقيق خيالاته. ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن سيرة حياة إيلون ماسك، فهي باتت معلومة للجميع، لكن ما يهمنا منها هو تلك الفقرة المعنية بطفولته وأحلامه، فالطفل قد كبر وبات يمتلك ويقدر. مؤخرا، وعلى هامش مؤتمر قمة العشرين المنعقد في إندونيسيا، استضاف المنظمون رجل الأعمال الأغنى والأقوى في العالم حاليا، وأجروا معه حوارا حول المستقبل باستخدام تقنية الفيديو، فخرج لهم إيلون ماسك من الماضي، الرجل الغني ظهر في غرفة معتمة ويشعل الشمعة وبوجه أحمر نتيجة غياب الإضاءة، وأخبرهم أن الكهرباء كانت مقطوعة عنه، ثم دخل في موضوع النقاش.


بهذه البساطة والسخرية أراد ماسك أن يفتح بابا للحديث عن المستقبل وعن كيفية تصوره لشكل العالم، فبعد أن وضع موضوع وقضية تويتر جانبا، راح يحدث الحاضرين عن حضارات وكائنات فضائية يسعى لاكتشافها والوصول إليها، وكان يبدو مالك شركة سبيس إكس المعنية بالتوصيل للفضاء جادا في حديثه، فالرجل يؤمن بوجود حضارات غريبة في الفضاء، ثم حدثهم عن أنفاق في عمق أعماق الأرض تسير فيها السيارات بدلا من أن يضيع العالم وقته في تطوير السيارات الطائرة، مهددا الكوكب بأن هذه السيارات التي تطير ستسقط على رؤوسهم، لكنه عاد وحدتهم عما يشبه قواعد إطلاق الصواريخ في كل مكان لتكون بمثابة مطارات المستقبل، حيث سيسافر البشر ويرتحلون حول العالم بسرعة تفوق سرعة الصوت بمراحل، بمعنى أن المسافر قد يطوف كوكب الأرض كله بأقل من ساعة، وهذا جانب واحد مما يدور في عقل الملياردير الرأسمالي الأمريكي، فالرجل له آراء سابقة غريبة إلى حد ما عن المجتمع الغربي الذي يعيش فيه، فهو مثلا يرى أن انخفاض النمو السكاني هو مشكلة يعاني منها الكوكب، وهو مع زيادة الإنجاب حتى هو نفسه له من الأبناء ستة.

 

وقال في تعليق على ذلك إنه يسعى ليكون قدوة لغيره، وهذه الرؤية تتعارض مع الكلام عن نظرية المؤامرة الغربية و المليار الذهبي الذي يسعى أصحاب النفوذ في العالم للوصول إليه، وهذا أيضا ينم عن كون أن الرجل يؤمن بأحلامه، فهو مع سعيه لاكتشاف الفضاء وما فيه من حضارات على حد زعمه، يؤمن أن البشر لا بد لهم من استعمار ما هو مكتشف وهم يحتاجون لذلك أعدادا كبيرة تمكنهم من البناء في الكواكب الجديدة وتحديدا المريخ.الكوكب الذي يحلم ماسك باستقباله باستيطانه، وهو الكوكب الذي كان إيلون ماسك عضوا في جمعية تحمل اسمه يؤمن أعضاؤها بأن الإقامة على المريخ ممكنة. 


والحقيقة أن ماسك يرى أن كل شيء ممكن، فالرجل يسعى لخلق عالم جديد مختلف، فهو على وشك أن يجعل الإنترنت متاحا للجميع وبالمجان عبر مشروعه سترلينغ والذي بدأ العمل به في أوكرانيا وإيران، وتمكن من فك عزلة الأوكرانيين وإيصال صوت الإيرانيين، وربما هذا ما دفع الصينيين للتهديد باستهداف أقماره، حتى أنهم صمموا منصات موجهة نحو أقمار ماسك، وهذا ليس كل ما يدور في عقل أثرى أثرياء العالم، فالرجل له رؤية بعيدة عن الحروب في العالم، حتى وإن كان يؤمن بعالم من الخيال، فقد سبق له وطرح حلا سلميا لأزمة أوكرانيا، ملخصها إعطاء الروس ما يريدون. كما يسعى جاهدا للحفاظ على علاقات ودية مع الصين لتجنب الاصطدام بها. أما نظرته لدول العالم الثالث والدول العربية تحديدا، فالرجل لا يلقي بالا لها حتى وإن لم يصرح بهذا من قبل. لكن بتتبع سلوكه و مسلكه وتصريحاته واهتماماته. هو يرى في العالم العربي والدول المشابهة لهم مستهلكين أكثر من كون أنهم شعوب قادرة على الإنتاج أو الإضافة للعالم. و وفق تقرير سابق للقرد يا البريطانية.


لدى الرجل ميولات عنصرية وتصريحات فيها تمييز، فهو يؤمن بشكل أو بآخر بتفوق الرجل الأبيض، وإن لم يصرح بذلك، مع أنه بذات الوقت يرى العالم كله أشبه ببلد واحد. لكن على ما يبدو أن هذا البلد المسكي يقوده الرجل الأبيض المتفوق على الجميع، ولهذا تحديدا ذكرنا مثال الزعيم الألماني مطلع هذا المقال، فالعنصرية التي قد تمارس بالصغر على الإنسان قد تدفع به ليصبح إنسانا أنهم عنصريا.


تعليقات